الاثنين، 30 مارس 2009

الزغلوليون و البيغ بانغ

تحية الى الجميع على شتى انتماءاتهم و مذاهبهم...
لقد كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن ما يدعى بالاعجاز العلمي في القرآن وذلك من قبل زغلول النجار/ قدس الله سره/ و رفاقه من الديكتاتوريين السلطويين و أصحابهم من الاوتوقراطيين المسيطرين على الاعلام.....
ومن أهم الانجازات العلمية للزغلوليين اكتشاف التطابق المذهل /على حد زعمهم/ بين نظرية الbig bang و ما يقوله القرآن حول أصل الكون .......
وتراهم يرددون دون ملل الآية 30 من سورة الأنبياء والتي تقول :
"أولم ير الذين كفروا أن السماء والأرض كانتا رتقا ففتقناهما و جعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون"
على أنها الآية التي سبقت العلم والعلماء ب 1300 سنة !!!!!!
باختصار نظرية البيغ البانغ تقول أن الكون كله كان عبارة عن كتلة من المادة المركزة بشكل هائل في حيز لامتناه في الصغر بما يدعى بال singularity
... كتلة من المادة اللامتمايزة شديدة التناظر ومن ثم ومع تمدد الكون بدأت عمليات كسر التناظر بالحدوث لتعطينا في نهاية المطاف هذا الثراء و التنوع الهائل في البنى المادية
أما كوكب الأرض فما هو الا نتيجة لعملية الانهيارات الثقالية gravitational collapses
التي أخذت تطرأ على أحد السحب الغازية ...
في الحقيقة لا أعرف أين الاعجاز في الآية السابقة ...
ولا أعرف ما علاقة الارض في الموضوع ,فحتى لو فرضنا أن الانفجار العظيم هي عملية "فتق" للمادة فان الارض لا علاقة لها قطعا في عملية "الفتق" هذه ,اذ ان الأرض لم تتشكل الا بعد 10 مليارات من السنين من الانفجار العظيم!!!!!!!
وذلك كما ذكرت من خلال الانهيارات الثقالية و التي هي عملية فيزيائية تتكثف فيها المادة وهي عملية معاكسة تماما للفتق المذكور في القرآن !!!!!
وبالمناسبة فان أول من طرح فكرة الانفجار العظيم هو القس البلجيكي جورج ليمايتر فلماذا وصفه الله بالكافر ؟؟؟؟
أقول هذا لأن الاعجاز المزعوووم في هذه الآية لم يقتصر على الجانب العلمي فقط بل على الغيبي أيضا ..فقد عرف الله مسبقا أن الذي سيكتشف هذه الحقيقة الكونية-القرآنية!!!!سيكون كافرا!!!!!!!!!!!!!!!!
على كل فان هذه الآية وتبعا للتفسير الديالكتيكي للأمور تتحدر أصولها من الأساطير البابلية القديمة اذ كانوا يعتقدون أن الارض و السماء كانتا كتلة واحدة قبل أن يفتقهما الخالق بواسطة الهواء ......
أخيرا أناشد الزغلوليين أن يكفوا عن لعبتهم القذرة هذه والتي لا تعدو كونها سوى تكريسا للاستبداد الديني و تحالفا مع الديكتاتوريين السياسيين العرب
بانتظار رد الزغلوليين
والسلام على من اتبع العقل........

التوليف الدقيق للكون لا يقتضي وجود الخالق

تحية الى الجميع ..يلحّ علينا المؤمنون باستمرار بالحديث عن التوازن الدقيق في الكون ..وبالتحديد عن الثوابت الفيزيائية في كوننا هذا و كيف لو انها تغيرت قليلاً لاستحال نشوء الحياة و مجيء الانسان ..حقيقةً ما يحتج به هؤلاء صحيح .. وهو مبدأ فلسفي-علمي يدعى بالمبدأ الانساني Anthropic principle والذي ينص بصيغته المبدئية على أن :الثوابت الفيزيائية في الكون محددة بشكل دقيق لإنتاج الحياة ومجيء الانسان ليرصد بدوره هو هذا الكون المهيِّء لمجيئه ..حقيقةً لا نستطيع انكار أن الكون "موَّلف بدقة " fine-tuned إن صحَّ التعبير ..إذاً في بحثنا هذا سنأخذ في عين الاعتبار ال fine-tuning of the universe ..فليست هذه هي نقطة خلافنا مع المؤمنين .. نقطة الخلاف الحقيقية هي أن المؤمنين يبنون على هذه الحقيقة فرضية هم يعتبرونها حقيقة مطلقة ألا وهي أن الله أو الخالق بصورة أعمّ هو الذي حدّد الثوابت الكونية و أعطاها قيماً مناسبة لدعم نشوء الحياة و الانسان ..بكلمات أخرى .. ان التوليف الدقيق في الكون يقتضي حتماً وجود كينونة ما وراء الطبيعة وهذا يضرب بعرض الحائط المذهب الطبيعي الذي يعتنقه الملحدون أي ال Naturalism ..فكل ما سنفعله الآن هو نقض هذه الجملة السابقة التي يعتنقها المؤمنون ..أي سنثبت أن التوليف الدقيق للكون لا يقتضي وجود كينونة خارقة للطبيعة ...في البداية هنالك خطأ فادح في تعامل المؤمن مع هذه القضية .. هذا يتجلى في نقطتين أساسيتين ..أولاً : المؤمن حين توصل لنتيجة وجود الله بناءً على "التوليف الدقيق في الكون " لم يأخذ في عين الاعتبار فكرة وجود عوالم متعددة ..فالعلم الحديث بدأ يتجه و بقوة نحو فكرة عدم وحدانية كوننا هذا ..وذلك بدءً بتفسير Everette لمشكلة القياس في ميكانيك الكم عبر افتراض عدد لا نهائي من الأكوان المستنسخة اللازمة لتغطية كل الاحتمالات الكمية الممكنة ...عبوراً بنظرية Lee smoline عن الداروينية الكونية cosmological darwinism ..ووصولاً الى نظرية نشوء كوننا من خلال تقلبات كمية في الفراغ والتي تقتضي أننا نعيش ضمن فقاعة منتفخة تمثل كوننا ..فقاعة واحدة من عدد هائل و ربما غير محدود من الفقاعات التي تمثل كل واحدة منها كوناً بثوابت فيزيائية مختلفة ..وهذه النظرية هي حقيقةً ل Andrei linde و تدعى بالتضخم الشواشي chaotic inflation ...بدون الدخول في تفاصيل هذه النظريات نستطيع القول أن مجرد فكرة وجود عدد هائل من الأكوان تقتضي بالضرورة أن بضعة من هذه الأكوان ستحتوي على ثوابت فيزيائية تدعم نشوء الحياة... و الكون ليس الا واحد من هذه البضعة ..أي بلغة احتمالية تقتضي هذه النظريات ادخال توسيع هائل لحجم العينة و بالتالي تقتضي ضرورة تحقيق احتمال نشوء الحياة بشكل طبيعي و دون افتراض كينونة خارجية ...ثانياً : لا يمكننا بحال من الأحوال من التأكد من استحالة نشوء الحياة في حال كانت ثوابت الكون مختلفة عن حالها في كوننا .. فمن الممكن أن ثوابت مختلفة للكون قد تؤدي لنشوء "نوع آخر من الحياة " مختلف عن النوع المألوف ..طبعاً هذا ينبع من نظرة علمية أكثر شمولية للحياة و تحديداً من خلال اعتبارها "الحياة " ظاهرة النسخ المعلوماتي الذاتي الطافر التي تقوم به المنظومة المادية بعد تجاوزها لحد معين من التعقيد ..من هذا المنظور يتضح لنا أن حجة المؤمن السابقة هي حجة الإلتجاء الى الجهل وهي حجة باطلة كما نعلم في علم المنطق ..هاتين النقطتين تعبران عن النقد التقليدي للحجة الايمانية السابقة .. ولكننا الآن سنعرض نقداً من منظور علم المنطق الرياضي ..وسنصل الى نتائج مذهلة حقاً ..لنبدأ ببعض قوانين المنطق ..لدينا ثلاثة قضايا منطقية A ,B ,C ..فان : P(A/B)=P(A&B)/P(B) 1علماً ان P(A/B) تعني احتمال حدوث A علماً أن B حدث ..أما P(A&B) فتعني احتمال حدوث A و B سوياًباضافة الشرط C الى المعادلة السابقة نحصل على :P(A/B&C)=P(A&B/C)/P(B/C) 2نذكر من جديد أن الحد قبل اشارة ال (/) هو الحد الذي نريد حساب احتماله علماً أن الحد بعد هذه الاشارة محقق .. يعني احتمال شرطي ..بضرب الطرفين بالوسطين فب المعادلة السابقة نحصل على :P(A&B/C)=P(A/B&C)* P(B/C) 3نفك الحد الأول من المعادلة لنحصل على :P(A/C)*P(B/A&C)=P(A/B&C)*P(B/C) 4أخيراً :P(B/A&C)={P(A/B&C)*P(B/C)}/P(A/C) حقيقةً للذي لم يتابع القوانين الرياضية السابقة فليس هناك أي مشكلة .. كل ما يهم هو المعادلة الأخيرة التي حصلنا عليها ..الآن لنسقط هذه المعادلة على موضوعنا ...لنفترض ثلاث قضايا منطقية ..F:الكون يخضع لثوابت كونية ترجح نشوء الحياة "Fine-tuned universe"L:الكون يحتوي على الحياةN:الكون يخضع الى قوانين فيزيائية طبيعية دون أي تدخل لكينونة خارجية ميتافيزيائية طبعاً القضيتان الأولى و الثانية صحيحتان أما القضية الثالثة فهي مجهولة فالملحد يعتقد بصحّتها أما المؤمن فيعتقد بنفيها (N ~ ) إذ يؤمن بتدخل كينونة ميتافيزيائية في كوننا ..الآن نستطيع تطبيق القانون 5 على القضايا الثلاث التي بحوزتنا .. فنجد أن :P(N/L&F)={P(F/N&L)}*P(N/L)}/P(F/L) 6P( F/N&L) =1 حتماًلأن احتمال أن يكون الكون داعماً لنشوء الحياة Fine-tuned علماً أن الكون يحتوي على الحياة هو احتمال مقداره 100 %وبالتالي تؤول المعادلة السابقة الى :P(N/L&F)=P(N/L)/P(F/L) 7بما أن المقام في المعادلة السابقة هو احتمال يتراوح من 0 الى 1 فإن :P(N/L&F) > P(N/L) 8هذا يعني أن احتمال أن يكون الكون طبيعي و غير خاضع لتدخل ميتافيريائي ازداد عندما اعتبرنا أن الكون fine-tuned !!!!!!!وأكثر من هذا .. نستطيع أن نستنتج من المعادلة السابقة أن :EQ9....................1-P(N/L&F)<1-p(n/l)>